الفرق بين الولاية والوصاية: شرح شامل مبسط مع أمثلة
الفرق بين الولاية والوصاية هما مصطلحان قانونيان يتداخل مفهومهما ببعضهما البعض لارتباطهما بحماية حقوق القاصر وعلى الرغم من وجود نقاط مشتركة بينهما، لكن مع ذلك سنجد العديد من الفروق الجوهرية التي يجب التركيز عليها لمعرفة الفرق بين الولاية والوصاية. والتي يجب فهمها والتعرف عليها من خلال اطلاعك على مقالنا التالي.
الولاية في السعودية
قبل الحديث عن الفرق بين الولاية والوصاية فقد عرفت الولاية في نظام الأحوال الشخصية بأنها هي سلطة شرعية ونظامية يُمنحها القانون للأب، أو من يحل محله شرعًا في شؤون القاصر المتعلقة بشخصه، وتشمل على سبيل المثال لا الحصر التعليم، والسفر، والعلاج، والزواج، وغيرها. وتُعتبر الولاية من الحقوق التي تثبت للأب على أبنائه القُصّر، وتنتقل بعد وفاته إلى الاحق بها، ما لم تقضِ المحكمة بخلاف ذلك.
نصت المادة (16) من نظام الأحوال الشخصية بأن: “الولاية على النفس للأب، ثم وصيّه، ثم الجد لأب، ثم وصيّه، ويجوز للمحكمة عند تعذر ذلك أن تُعين من تراه مناسبًا.” وبذلك، فإن الولاية تُمارس بقرار طبيعي دون الحاجة لتعيين من المحكمة، ما دام الولي الشرعي قائمًا ومؤهلاً ولا يوجد هنالك أي خلاف بين المستحقين.
ما هي الوصاية؟
الوصاية، من ناحية أخرى، تُعتبر نظامًا قانونيًا يُخصّص للأفراد غير القادرين على إدارة شؤونهم بأنفسهم، مثل القاصرين أو الأشخاص ذوي الإعاقة أو العجزة. الوصي هو الشخص الذي يُعيّن من قبل المحكمة ليتولى الأمور المالية أو القانونية للأشخاص الذين لا يستطيعون القيام بذلك. الوصاية تُعدّ أداة قانونية لحماية حقوق الأفراد في حال عدم قدرتهم على التصرف بأنفسهم. وفي المملكة، يمكن للمحاكم تعيين وصي للأبناء القاصرين أو حتى للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث يعمل هذا الوصي على ضمان سلامة هؤلاء الأفراد وحقوقهم المالية.
يمكنك التعرف أيضا على: اعتراض على حكم فصل تعسفي
الفرق بين الولاية والوصاية
يُعد فهم الفرق بين الولاية والوصاية أمرًا أساسيًا في النظام السعودي، إذ تختلف طبيعة كل منهما من حيث المصدر، والصلاحيات، والإجراءات القانونية المرتبطة بها.
الولاية سلطة أسرية تلقائية تُبنى على القرابة، إذ تمنح عادةً للأب أو الجد للأب دون الحاجة إلى قرار قضائي. تستند الولاية إلى أحكام الشريعة الإسلامية، وتشمل رعاية شؤون القاصر الشخصية مثل التعليم، الصحة، والإشراف العام على حياته اليومية، إضافةً إلى إدارة محدودة للأموال عند الحاجة.
الوصاية سلطة قانونية تُمنح بقرار من المحكمة في حال غياب الولي الشرعي أو ثبوت فقدانه للأهلية. وهي نوع من الرعاية القضائية تهدف إلى حماية القاصر ومصالحه، وتُمنح غالبًا لأحد الأقارب أو شخص آخر يراه القضاء مناسبًا، وقد تشمل الوصاية إدارة أموال القاصر أو حتى شؤونه الشخصية.
الولاية تنتقل تلقائيًا ضمن ترتيب محدد في نظام الأحوال الشخصية، إذ تُعد امتدادًا طبيعيًا للعلاقة الأسرية. أما الوصاية فهي حالة استثنائية تُعيَّن فقط عندما يتعذر تطبيق الولاية لأي سبب كان.
أوجه الاختلاف بين الولاية والوصاية
في إطار الحديث عن الفرق بين الولاية والوصاية فإليك أوجه الاختلاف بين الولاية والوصاية:
السياق القانوني
يكمن الفرق بين الولاية والوصاية في ان الولاية تُعتبر حقًا قانونيًا يمنح للأب أو أحد الأقارب القريبين للإشراف على شؤون الأفراد القاصرين، بينما الوصاية هي تدخل قانوني يتم من خلاله تعيين شخص أو مؤسسة لتحمل المسؤولية عن الأفراد الذين يحتاجون إلى الرعاية، وقد تتضمن الوصاية أيضًا حالة انتقال الأموال والحقوق القانونية.
التعيين
في حالة الولاية، يتمتع الأفراد بالحق في الولاية بشكل طبيعي بناءً على صلة القرابة، بينما عادة ما تتطلب الوصاية إجراءً قانونيًا، حيث تتم الموافقة على تعيين الوصي من قبل المحكمة. هنا يكمن الفرق الأساسي؛ الولاية تُفسر بأنها حقوق عائلية، بينما الوصاية تتطلب تحقيق شروط قانونية معينة.
نطاق السلطة
سلطة الولي قد تشمل مسائل مرتبطة بالحياة اليومية، مثل التعليم والمالية والعلاقات الاجتماعية، بينما الفرق بين الولاية والوصاية في ان الوصي يمكن أن يتمتع بصلاحيات أوسع تشمل إدارة الأصول والممتلكات وقرارات قانونية متعددة. وبالتالي، بينما يعمل الوصي، في كثير من الأحيان، كبديل عن الوالد، فقد لا يكون للولي نفس المستوى من السلطة في حالات محددة.

ما حالات الانتقال بين الولاية والوصاية؟
في إطار الحديث عن الفرق بين الولاية والوصاية فمن الجدير بالذكر ان الولاية تنتقل إلى الوصاية عندما تنتفي قدرة الولي الشرعي على أداء مهامه أو يفقد صفته القانونية. وتحدث هذه الحالات عادة لضمان استمرار رعاية مصالح القاصر أو المحجور عليه دون انقطاع أو ضرر. أبرز الحالات التي تؤدي إلى الانتقال هي:
- وفاة الولي دون وجود وصي مُعيَّن مسبقًا.
- ثبوت عدم صلاحية الولي لأداء واجباته الشرعية أو القانونية.
- نشوء نزاع يمنع الولي من ممارسة سلطته في إدارة شؤون القاصر.
- هذه الحالات تستوجب تدخل المحكمة لضمان عدم الإضرار بحقوق القاصر وحماية مصالحه بشكل عادل ومنظم.
يمكنك التعرف أيضا على: تنفيذ حكم تعويض فصل تعسفي
شروط تعيين الوصي
بعد معرفة الفرق بين الولاية والوصاية فعند انتقال السلطة من الولاية إلى الوصاية، يتوجب أن تتوافر في الوصي صفات محددة تضمن سلامة التصرف والرعاية، ومن أهم شروط تعيين الوصي:
- كمال الأهلية: أي أن يكون الوصي راشدًا يتمتع بعقلٍ سليمٍ وقدرةٍ على إدارة شؤون القاصر.
- الأمانة: يُشترط أن يكون معروفًا بالاستقامة والنزاهة في حفظ الحقوق والأموال.
- القدرة على التصرف: يجب أن يمتلك الكفاءة العملية والتنظيمية لإدارة ممتلكات القاصر وشؤونه.
- الاتحاد في الدين مع القاصر إذا كان مسلمًا، ضمانًا للتوافق في الرعاية والتربية.
- تحرص المحكمة على التأكد من توافر هذه المعايير قبل التصديق على التعيين، باعتبارها أساسًا لصون مصلحة القاصر.
الأسئلة الشائعة:
متى تنتهي الولاية على القاصر؟
تنتهي ولاية الولي على القاصر في الحالات التالية، كما نصت المادة ١٥٧ من نظام الأحوال الشخصية: رفع الحجر عن المحجور عليه. وفاة القاصر. استرداد أب القاصر أهليته. عزل الوصي أو الولي أو قبول استقالته. وفاة الوصي أو الولي أو فقده الأهلية أو نقصانها. ثبوت فقد الوصي أو الولي أو غيابه.
من له الحق في الوصاية؟
الوصاية بدايةً تكون حقاً للأب أما في حال عدم قدرة الأب على ذلك بسبب مرض أو نقص في الاهلية أو بعد وفاته يختار الأب الوصي لأولاده، في حال بم يتم تعيينه من قبل الأب، تُعين المحكمة شخصاً يتولى إدارة أموال القاصر ورعايتها بما يحقق مصلحة له.
في ختام مقالنا نأمل أن يكون المقال المقدم من أفضل مدونة قانونية في السعودية قد وفر لك إجابات شافية لجميع الأسئلة والمواضيع التي كنت تبحث عنها، وفي حال كان لديك أي استفسار أو سؤال، لا تتردد في التواصل معنا.
المصادر:




