موانع الارث: الحالات التي تمنع استحقاق الميراث في الإسلام
موانع الارث , تحرص المملكة العربية السعودية دائماً على تطبيق كافة المبادئ التي وضعتها وأرستها الشريعة الإسلامية في كافة المجالات، وخاصة المجال الإجتماعى وقد حرصت الشريعة الإسلامية على وضع المبادئ التي يتم التعامل بها بين الأفراد داخل المجتمع حتى يسود بينهم الترابط وعدم كراهية بعضهم البعض، وليس ذلك فقط فمثلما وضعت الشريعة مبادئ التعايش للأشخاص الأحياء، نظمت أيضاً مبادئ بالنسبة للأشخاص الأموات كالتي تتعلق بما يتركوه بعد مماتهم والتي تسمى ” التركة ” وكيفية الحصول عليها وتوزيعها على النحو الذى يرضى الله سبحانه وتعالى، فهي من أحسن النظم المالية وأعدلها وأحكمها، وقد حرص المشرع السعودي على تبسيط مثل هذه الأمور وجعل المواطنين على علم بها وتيسير إجراءاتها، ولكن هناك موانع الارث قد تمنع الشخص من ارثه وذلك وفقا للشريعة الإسلامية وهذا هو موضوع مقالنا اليوم فتابع مقالنا للتعرف على موانع الارث .
موانع الميراث
المادة ٢٠٠ من قانون الأحوال الشخصية السعودي قد أفصحت عن بعض الحالات التي تعد من موانع الارث ومنها قتل المورث عمداً أو شبه عمداً سواء كان فاعل أصلي لجريمة القتل أو شريك، وأيضاً لا يرث من تسبب أو أمر بالقتل عدواناً أو شبه عمد، أما في حالة القتل الخطأ فإن القاتل يرث مورثه من التركة دون الدية، وبالنسبة للفرقة بين الزوجين في الحياة فإنها تمنع إرث أحدهما من الآخر إلا حالتين بينتهما المادة ٢٠١ من نظام الأحوال الشخصية السعودي وهما إذا كان الطلاق رجعي فيتوارثان ما دامت المرأة في العدة وإذا طلق الرجل في مرض الموت دون طلب من المرأة، فترثه ما لم تتزوج قبل وفاته، كما نصت المادة ٢٠٢ على أنه لا توارث مع اختلاف الدين، بالإضافة إلى أنه لا يوجد أيضاً توارث وفق المادة ٢٠٣ من ذات النظام بين الموتى إذا كان موتهم في وقت واحد، أو لم يعلم المتقدم وفاةً منهم.
أسباب منع الإرث
لقد حدد النظام في علم المواريث بعضًا من موانع الارث التي تمنع الوارث من نصيبه في الورث وتتمثل أسباب منع الإرث في الاتي :
- إن كان الوارث عبد في هذه الحالة لا يرث
- في حال قتل الوريث للمورث فهذا من موانع الارث ويتم حرمان الوريث من ورثه سواء كان هذا القتل عن قصد أو بغير قصد
- اختلاف الدين، فلا يوجد توارث بين مسلم وكافر.
موانع الإرث في الإسلام
تتعدد موانع الإرث في الإسلام وإليكم أهمها بالتفصيل :
المانع الأول: القتل
في حال قتل الوارث مورثه فهذا من موانع الارث ويتم منع الوارث من ميراثه وهذا باتفاق الفقهاء ولم يخالف إلا سعيد بن المسيب والخوارج، فلم يعتبروه مانعاً من الميراث.
والدليل على منع القاتل:
- قوله (صلى الله عليه واله): (لا يرث القاتل شيئاً).
- منع عمر ميراث القاتل فلم ينكر عليه احد من الصحابة فصار إجماعاً.
المانع الثاني: اختلاف الدين
معنى اختلاف الدين أن يكون دين الميت مخالفاً لدين من قام سبب الإرث من قرابة أو زوجية، فإذا توفي المسلم وله قريب أو زوج غير مسلم لا يرث منه، كذلك إذا مات غير المسلم، وله قريب أو زوج مسلم لا يرث المسلم. والدليل على أن اختلاف الدين من موانع الارث :
- قوله (صلى الله عليه وسلم): (لا يرث المسلم الكافر، ولا الكافر المسلم) وقوله (صلى الله عليه وسلم): (لا توارث بين ملتين).
- فقد الموالاة والمناصرة التي قام عليها الإرث، فلا تناصر ولا موالاة بين المسلم والكافر.
المانع الثالث: الرق
الرق من موانع الارث المتفق عليه بين علماء المسلمين، لأنه طبقاً لأحكام الاسلام الرقيق لا يملك شيئاً قال تعالى: (ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شيء) (النحل: 75)، وقال (صلى الله عليه واله): (لا يملك العبد إلا الطلاق، ولحديث: (العبد وما ملكت يداه لسيده).فالرقيق لا يرث قريبه ولا يرثه قريبه، أما إنه لا يرث، فلأنه ليس أهلاً لأن يملك لنفسه، فلو ورثناه من أقاربه لأخذ المال سيده، فيكون توريثه توريثاً للأجنبي بلا سبب، وهو غير مشروع، وإما إنه لا يورث فلأنه لا يملك شيئاً.
المانع الرابع: اختلاف الدارين
المراد بالدارين: الدار التي يموت فيها المورث والدار التي يقيم فيها الورثة. واختلاف الدارين يكون باختلاف المنعة، واختلاف الملك، بأن يكون بلدان لكل منه ملك صاحب جيش وانقطعت الصلة فيما بينهم حتى يستحيل كل منهما قتال الآخر، فهاتان الدارين مختلفتان، وأما إذا كان بينهما تناصر وتعاون على أعدائهما كانت الدار واحدة والوراثة ثابتة. واختلاف الدارين مانع من الميراث في حق غير المسلمين. أي أن اختلاف الدارين لا يمنع من الميراث إلا إذا كان كل من الوارث والمورق غير مسلم. أما إذا كان أحدهما مسلم والآخر غير مسلم فإنهما لا يتوارثان لاختلاف الدين، وأما إذا كان كل منهما مسلماً، فإن اختلاف الدارين لا يتصور في حقهما في نظر الاسلام لأن المسلمين كلهم دارهم واحدة. وإن تعددت أقطارهم وكان لكل قطر رئيسه، فالقريب الباكستاني يرث قريبه السوداني المسلم، ولو تباعدت الدار واستقلت كل منها عن الآخر. وكذلك يبقى حق التوارث بين المسلمين أحدهما في قطر اسلامي واقع تحت سلطة الكفار، لأنهم لا يقرون على الاستيلاء على بلاد المسلمين.
المانع الخامس: الردة
المرتد هو الذي يرجع عن الدين الاسلامي باختياره وإرادته بعد أن كان مسلماً، ويكون ذلك بأن يفعل فعلاً، أو يقول كلاماً، أو يعتقد شيئاً لا يقره الاسلام، كأن يسجد لصنم، أو يسب الله ورسوله، أو يعتقد أن لله ولداً.
موانع الميراث الشرعية
الممنوع من الإرث هو الشخص الذي توفر له سبب الإرث ولكنه اتصف بصفة سلبت عنه أهلية الإرث. ويسمى هذا الشخص محرومًا. و موانع الميراث الشرعية هي أربعة وتكون كالتالي :
- الرق
- القتل العمد المحرم
- اختلاف الدين
- اختلاف الدارين (أي الوطن)
نصائح قانونية في مسائل الإرث
بعد أن تحدثنا عن موانع الارث فإليك مجموعة من النصائح في مسائل الإرث :
- استشارة محامٍ مختص: ننصحك دائمًا بالتواصل مع محامٍ ذي خبرة في قضايا المواريث. وبهذه الطريقة، يضمن الورثة توزيع التركة بشكل قانوني، كما يمكنهم تفادي النزاعات المحتملة.
- استخدام حاسبة المواريث الإلكترونية: من ناحية أخرى، تقدم وزارة العدل السعودية خدمة حاسبة المواريث عبر منصة “ناجز”. على سبيل المثال، يمكن للورثة حساب الأنصبة الشرعية بسهولة وبدقة.
- مراجعة الأنظمة ذات العلاقة: بالإضافة إلى ذلك، ينصح الخبراء بمراجعة أنظمة مثل نظام الهيئة العامة للولاية على أموال القاصرين. وبذلك، يضمن الورثة الامتثال الكامل لجميع المتطلبات القانونية.
الأسئلة الشائعة :
ما هي موانع الإرث في الشريعة الإسلامية؟
المادة ٢٠٠ من قانون الأحوال الشخصية السعودي قد أفصحت عن بعض الحالات التي تعد من موانع الارث ومنها قتل المورث عمداً أو شبه عمداً سواء كان فاعل أصلي لجريمة القتل أو شريك، وأيضاً لا يرث من تسبب أو أمر بالقتل عدواناً أو شبه عمد، أما في حالة القتل الخطأ فإن القاتل يرث مورثه من التركة دون الدية، وبالنسبة للفرقة بين الزوجين في الحياة فإنها تمنع إرث أحدهما من الآخر إلا حالتين بينتهما المادة ٢٠١ من نظام الأحوال الشخصية السعودي وهما إذا كان الطلاق رجعي فيتوارثان ما دامت المرأة في العدة وإذا طلق الرجل في مرض الموت دون طلب من المرأة، فترثه ما لم تتزوج قبل وفاته، كما نصت المادة ٢٠٢ على أنه لا توارث مع اختلاف الدين، بالإضافة إلى أنه لا يوجد أيضاً توارث وفق المادة ٢٠٣ من ذات النظام بين الموتى إذا كان موتهم في وقت واحد، أو لم يعلم المتقدم وفاةً منهم.
هل القتل يمنع الإرث؟
في حال قتل الوارث مورثه فهذا من موانع الارث ويتم منع الوارث من ميراثه وهذا باتفاق الفقهاء ولم يخالف إلا سعيد بن المسيب والخوارج، فلم يعتبروه مانعاً من الميراث.
والدليل على منع القاتل:
- قوله (صلى الله عليه واله): (لا يرث القاتل شيئاً).
- منع عمر ميراث القاتل فلم ينكر عليه احد من الصحابة فصار إجماعاً.
كيف يؤثر اختلاف الدين على الميراث؟
معنى اختلاف الدين أن يكون دين الميت مخالفاً لدين من قام سبب الإرث من قرابة أو زوجية، فإذا توفي المسلم وله قريب أو زوج غير مسلم لا يرث منه، كذلك إذا مات غير المسلم، وله قريب أو زوج مسلم لا يرث المسلم. والدليل على أن اختلاف الدين من موانع الارث :
- قوله (صلى الله عليه وسلم): (لا يرث المسلم الكافر، ولا الكافر المسلم) وقوله (صلى الله عليه وسلم): (لا توارث بين ملتين).
- فقد الموالاة والمناصرة التي قام عليها الإرث، فلا تناصر ولا موالاة بين المسلم والكافر.
ما هو تأثير الرق على حقوق الإرث؟
الرق من موانع الارث المتفق عليه بين علماء المسلمين، لأنه طبقاً لأحكام الاسلام الرقيق لا يملك شيئاً قال تعالى: (ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شيء) (النحل: 75)، وقال (صلى الله عليه واله): (لا يملك العبد إلا الطلاق، ولحديث: (العبد وما ملكت يداه لسيده).فالرقيق لا يرث قريبه ولا يرثه قريبه، أما إنه لا يرث، فلأنه ليس أهلاً لأن يملك لنفسه، فلو ورثناه من أقاربه لأخذ المال سيده، فيكون توريثه توريثاً للأجنبي بلا سبب، وهو غير مشروع، وإما إنه لا يورث فلأنه لا يملك شيئاً.
