سياسة الاسترجاع والاستبدال الشروط والإجراءات 2025
سياسة الاسترجاع والاستبدال تُعدّ من الركائز الأساسية في حماية حقوق المستهلك داخل المملكة العربية السعودية، إذ تنظّم العلاقة بين التاجر والمستهلك في حال رغب الأخير في إرجاع السلعة أو استبدالها لأي سببٍ كان.
ومع تطور الأنشطة التجارية وازدهار التجارة الإلكترونية، أولت الأنظمة السعودية هذا الجانب أهمية خاصة من خلال نظام حماية المستهلك واللائحة التنفيذية للتجارة الإلكترونية، لضمان الشفافية ومنع استغلال المستهلكين أو الإضرار بهم.
في هذا المقال، سنستعرض بشكلٍ موسّع الإطار النظامي الذي يحكم سياسة الاسترجاع والاستبدال في السعودية لعام 2025، مع توضيح الشروط القانونية، والحالات التي يجوز فيها الرفض أو القبول، بالإضافة إلى أبرز الأسئلة العملية التي تهم المستهلكين وأصحاب المتاجر على حد سواء.
سياسة الاسترجاع والاستبدال في السعودية
تُعد سياسة الاسترجاع والاستبدال في السعودية أحد الركائز الأساسية لحماية حقوق المستهلكين، وقد نظّمها نظام حماية المستهلك وعدد من اللوائح التنفيذية الصادرة عن وزارة التجارة.
فوفق المادة (4) من نظام حماية المستهلك، يحق للمستهلك استبدال السلعة أو استرجاعها واسترداد قيمتها إذا كانت السلعة معيبة أو غير مطابقة للمواصفات أو لم يتم استخدامها بعد.
كما نصت المادة (5) من لائحة الغش التجاري على إلزام التاجر بعرض سياسة الاسترجاع والاستبدال بشكل واضح وبارز داخل المتجر أو في المنصة الإلكترونية.
إضافة إلى ذلك، أوجبت المادة (7) من لائحة المتاجر الإلكترونية أن يتيح التاجر خيار الإرجاع خلال فترة لا تقل عن سبعة أيام من استلام المنتج، باستثناء السلع التي يُستثنى إرجاعها نظامًا مثل المنتجات القابلة للتلف أو المخصصة حسب الطلب.
يمكنك التعرف أيضا على: ما هي ضريبة الاستقطاع في السعودية
مفهوم سياسة الاسترجاع والاستبدال
تُعرّف سياسة الاسترجاع والاستبدال بأنها مجموعة من القواعد النظامية والإجرائية التي تنظم علاقة المستهلك بالتاجر عند رغبة المستهلك في إرجاع المنتج أو استبداله بعد الشراء.
وتأتي هذه السياسة ضمن جهود الدولة لتفعيل مبادئ العدالة التجارية وتحقيق التوازن بين حقوق المستهلك وواجبات التاجر، وتهدف إلى:
- تعزيز الشفافية والمصداقية في التعاملات التجارية.
- ضمان حماية المستهلك من السلع المعيبة أو المغشوشة.
- رفع مستوى الثقة بين المستهلك والمتجر سواء كان إلكترونيًا أو تقليديًا.
التزامات التاجر وفق النظام
ألزمت الأنظمة السعودية التاجر بعدد من الالتزامات الجوهرية لضمان تطبيق سياسة الاسترجاع والاستبدال بعدالة ووضوح، من أبرزها:
- توضيح شروط الاسترجاع والاستبدال كتابةً في مكان ظاهر داخل المتجر أو على المنصة الإلكترونية.
- عدم فرض أي رسوم على المستهلك في حال كان سبب الإرجاع وجود عيب في السلعة أو مخالفة للوصف.
- إعادة المبلغ للمستهلك خلال مدة لا تتجاوز 14 يومًا من تاريخ تسليم المنتج المرتجع.
- توثيق عمليات البيع والإرجاع في سجلات معتمدة تُمكِّن الجهات الرقابية من التحقق من الالتزام بالأنظمة.
وتُعد هذه الالتزامات جزءًا لا يتجزأ من الإطار القانوني الذي يُعزز مبدأ الحق في استرجاع واستبدال السلع وفق سياسة عادلة ومنصفة لجميع الأطراف.
الشروط النظامية لتطبيق سياسة الاسترجاع والاستبدال
تُعد سياسة الاسترجاع والاستبدال من أهم أدوات حماية المستهلك في السعودية، إذ تنظّم العلاقة بين الطرفين وتضع ضوابط عادلة تضمن تحقيق التوازن بين حقوق المشتري والتزامات البائع.
ولأن تطبيق هذه السياسة لا يتم بشكل عشوائي، فقد حدّد نظام حماية المستهلك واللوائح التنفيذية المرتبطة به شروطًا نظامية دقيقة تُبيّن الحالات التي يحق فيها للمستهلك استرجاع السلعة أو استبدالها، وكذلك الحالات التي تُستثنى من ذلك.
وفيما يلي تفصيل لأبرز هذه الشروط وفق النظام السعودي.
1. في حال وجود عيب أو خلل
يُعد وجود عيب مصنعي أو خلل في السلعة أحد أبرز الحالات التي تُفعّل فيها سياسة الاسترجاع والاستبدال.
فبحسب المادة (13) من نظام حماية المستهلك، يحق للمستهلك في هذه الحالة أن يختار بين:
- إصلاح العيب دون مقابل مالي.
- استبدال السلعة بأخرى جديدة مطابقة للمواصفات.
- استرجاع قيمة السلعة بالكامل.
كما يُلزم النظام التاجر بتحمل جميع المصاريف الناتجة عن عملية النقل أو الاسترجاع، ويُمنع تحميل المستهلك أي تكاليف إضافية في هذه الحالات.
2. في حال كانت السلعة غير مطابقة للوصف
عند تسليم سلعة تختلف عن الوصف أو المواصفات المعلنة، فإن النظام يمنح المستهلك الحق الكامل في إرجاعها أو استبدالها حتى وإن كانت بحالة جيدة.
وقد أكدت المادة (8) من اللائحة التنفيذية للتجارة الإلكترونية على أن المطابقة بين المنتج المعروض وما يُسلّم فعليًا شرط أساسي لصحة التعامل التجاري، وأي إخلال به يُعد مبررًا مشروعًا لتطبيق سياسة الاسترجاع والاستبدال.
3. في حال رغبة المستهلك الشخصية
في بعض الحالات، يمكن للمستهلك تفعيل سياسة الاسترجاع والاستبدال حتى دون وجود عيب في السلعة، وذلك وفق ضوابط محددة نظامًا، مثل:
- إذا تم الشراء عبر الإنترنت، يحق للمستهلك إرجاع السلعة خلال سبعة أيام من تاريخ الاستلام.
- إذا تأخر التاجر عن التسليم في الموعد المتفق عليه دون مبرر نظامي.
ويُشترط في هذه الحالات أن تكون السلعة بحالتها الأصلية، ولم تُستخدم أو يُفتح تغليفها، حفاظًا على حق التاجر في تسويق منتجات سليمة غير مستعملة.
4. استثناءات لا يشملها الاسترجاع
تضع الأنظمة السعودية حدودًا واضحة لتطبيق سياسة الاسترجاع والاستبدال، حيث حددت المادة (10) من اللائحة التنفيذية لنظام التجارة الإلكترونية عددًا من السلع المستثناة من الحق في الإرجاع أو الاستبدال، وهي:
- الملابس الداخلية، ومستحضرات التجميل بعد فتحها.
- البرامج الإلكترونية أو المواد القابلة للنسخ بعد استخدامها أو تحميلها.
- المنتجات المصممة خصيصًا بطلب المستهلك (مثل الهدايا المخصصة أو المطبوعات الشخصية).
وتأتي هذه الاستثناءات لضمان التوازن بين حقوق المستهلكين والتجار، ومنع إساءة استخدام حق الإرجاع بما يضر النشاط التجاري المشروع.
هل يحق للمحل رفض الاسترجاع
تُعد مسألة رفض المتاجر لاسترجاع أو استبدال السلع من أكثر النقاط التي تثير الجدل بين المستهلكين والتجار، خصوصًا في ظل تنوع الحالات واختلاف أنواع السلع.
وبالرغم من أن سياسة الاسترجاع والاستبدال في السعودية وُضعت أساسًا لحماية المستهلك وضمان حقه في الحصول على منتج مطابق للمواصفات، إلا أن النظام أتاح للتاجر الحق في رفض الاسترجاع أو الاستبدال في حالات معينة ومشروعة.
ولفهم الموقف النظامي بدقة، من المهم التفرقة بين متى يكون الرفض نظاميًا ومتى يُعد مخالفة صريحة لأحكام نظام حماية المستهلك.
متى يُعتبر الرفض نظاميًا؟
يجوز للمحل رفض الاسترجاع في الحالات التالية:
- إذا تم استخدام السلعة أو تغيير حالتها الأصلية.
- إذا مضت مدة الضمان أو فترة الإرجاع المحددة نظامًا.
- إذا كانت السلعة من السلع المستثناة التي لا تقبل الإرجاع.
وفي جميع الحالات، يجب على التاجر توضيح سبب الرفض كتابةً للمستهلك لضمان الشفافية وتجنب النزاعات القانونية.
متى يُعد الرفض مخالفة؟
يُعتبر رفض المحل مخالفة صريحة لنظام سياسة الاسترجاع والاستبدال في السعودية إذا:
- رفض استبدال أو إرجاع سلعة معيبة.
- امتنع عن إعادة المبلغ المستحق للمستهلك بعد استلام السلعة.
- لم يضع لوحة توضح سياسة الاسترجاع والاستبدال في مكان واضح داخل المتجر أو على المنصة الإلكترونية.
وتُعاقب المنشأة المخالفة وفق المادة (19) من نظام حماية المستهلك، بعقوبات قد تصل إلى:
- غرامة مالية تصل إلى 100 ألف ريال،
- أو إغلاق المحل مؤقتًا،
- أو سحب الترخيص التجاري في حال التكرار.
نصائح قانونية للمستهلكين والتجار
إن تطبيق سياسة الاسترجاع والاستبدال بطريقة صحيحة لا يقتصر على الامتثال للنظام فحسب، بل يُعدّ أحد أهم عناصر بناء الثقة في السوق السعودي بين البائع والمستهلك.
وفيما يلي أبرز النصائح القانونية التي يُنصح باتباعها:
للمستهلكين
- احتفظ بالفواتير وسندات الشراء، فهي المستند الأساسي لإثبات حقك في الاسترجاع أو الاستبدال.
- تأكد من أن المتجر يعرض سياسة الاسترجاع والاستبدال بشكل واضح قبل إتمام عملية الشراء.
- في حال رفض التاجر استرجاع سلعة معيبة، يمكنك تقديم بلاغ رسمي عبر تطبيق «بلاغ تجاري» التابع لوزارة التجارة.
- لا تفتح أو تستخدم المنتجات قبل التأكد من رغبتك في الاحتفاظ بها، خصوصًا في السلع التي لا يُسمح بإرجاعها بعد الاستخدام.
للتجار
- احرص على تحديث سياسة الاسترجاع والاستبدال لتتوافق مع نظام حماية المستهلك ولائحة المتاجر الإلكترونية.
- وضّح الشروط والأحكام بشكل بارز على الفواتير والموقع الإلكتروني وصفحات التواصل الاجتماعي.
- تجنّب وضع قيود غير نظامية — مثل “البضاعة المباعة لا تُسترجع ولا تُستبدل” — لأن هذه العبارات تُعد مخالفة صريحة للأنظمة السعودية.
- احرص على تدريب الموظفين على تطبيق السياسة باحتراف واحترام حقوق العملاء، لتجنب الشكاوى والعقوبات النظامية.
وفي النهاية، تذكّر أن سياسة الاسترجاع والاستبدال ليست مجرد التزام قانوني، بل هي ركيزة من ركائز العدالة التجارية التي تضمن استمرار الثقة في بيئة الأعمال السعودية المتطورة لعام 2025.
يمكنك التعرف أيضا على: عقوبات هيئة سوق المال

ختاما، تُعد سياسة الاسترجاع والاستبدال ركيزة أساسية في حماية حقوق المستهلك وتنظيم العلاقة بين الأطراف التجارية، وهي ليست مجرد إجراء إداري، بل التزام نظامي يُعزز من نزاهة السوق السعودي.
ونظرًا لتعدد الأنظمة واللوائح ذات الصلة، فإن الاستعانة بخبير قانوني متخصّص يساعد على ضمان تطبيق السياسة وفق القواعد الصحيحة وتجنّب أي مخالفات.
يُقدّم موقعنا القانوني خدمات الاستشارات المتخصصة في قضايا حماية المستهلك، وصياغة سياسات الاسترجاع والاستبدال النظامية للمتاجر الإلكترونية والمؤسسات التجارية.
لا تتردد في التواصل معنا الآن للحصول على استشارة قانونية احترافية تضمن لك الامتثال التام لأنظمة سياسة الاسترجاع والاستبدال في السعودية لعام 2025.
أسئلة شائعة
هل تشمل سياسة الاسترجاع والاستبدال المشتريات خلال فترة التخفيضات؟
نعم، تخضع المشتريات أثناء التخفيضات والعروض الترويجية لأحكام سياسة الاسترجاع والاستبدال نفسها، ما لم يوضح التاجر خلاف ذلك بشكل صريح وواضح للمستهلك قبل الشراء.
هل يمكن استرجاع منتج تم شراؤه عبر الإنترنت من متجر خارج المملكة؟
تخضع عمليات الشراء الدولية إلى سياسات استرجاع واستبدال المتجر الخارجي، وليس بالضرورة إلى الأنظمة السعودية. لذا يُنصح بالتحقق من شروط المنصة قبل الدفع لتجنّب أي نزاع لاحق.
ماذا أفعل إذا لم يردّ التاجر المبلغ بعد انتهاء المهلة المحددة؟
في حال عدم التزام التاجر بإعادة المبلغ خلال 14 يومًا من تاريخ الإرجاع، يمكن للمستهلك تقديم شكوى إلى وزارة التجارة مرفقة بالفاتورة ودليل التواصل مع المتجر، باعتبار ذلك مخالفة لأحكام سياسة الاسترجاع والاستبدال.
هل يحق للمستهلك طلب استبدال المنتج أكثر من مرة؟
يُسمح بالاستبدال أكثر من مرة ما دام المنتج لا يزال ضمن فترة الضمان أو الإرجاع المحددة نظامًا، ولم يُستخدم أو يُتلف، شريطة أن يلتزم التاجر بالشروط المنصوص عليها في سياسة الاسترجاع والاستبدال الخاصة به.
هل تختلف سياسة الاسترجاع بين المتاجر التقليدية والإلكترونية؟
الاختلاف طفيف فقط في مدة الإرجاع وآلية التسليم، أما من حيث الحقوق الأساسية للمستهلك فهي واحدة وفق نظام حماية المستهلك السعودي ولائحة التجارة الإلكترونية.
نأمل أن يكون المقال المقدم من أفضل مدونة قانونية في السعودية قد وفر لك إجابات شافية لجميع الأسئلة والمواضيع التي كنت تبحث عنها، وفي حال كان لديك أي استفسار أو سؤال، لا تتردد في التواصل معنا.
المصادر
