العقوبات المتعلقة بالمخدرات والجنايات

عقوبة مروج المخدرات في السعودية وفق قانون السعودي

تولي المملكة العربية السعودية اهتمامًا بالغًا بمكافحة جرائم المخدرات بجميع أشكالها، وتضع قوانين صارمة لردع كل من تسوّل له نفسه التورط في هذه الآفة الخطيرة، سواء عن طريق التعاطي أو الترويج أو التهريب. وتُعد عقوبة مروج المخدرات في السعودية من أكثر العقوبات صرامة، وذلك لردع المتاجرين بهذه المواد التي تهدد سلامة المجتمع وأمنه واستقراره.

في هذا المقال، سنستعرض تفاصيل عقوبة مروج المخدرات في السعودية وفق النظام القانوني السعودي، بالإضافة إلى أحكام أول سابقة، ومدة التحقيق والسجن، وأهم ما جاء في قانون المخدرات الجديد.

عقوبة مروج المخدرات في السعودية​

تُعتبر عقوبة مروج المخدرات في السعودية من أشد العقوبات ضمن الأنظمة الجزائية. والمروج في القانون هو الشخص الذي يوزع أو يبيع أو يقدم المخدرات للغير بأي وسيلة كانت، سواء بأجر أو بدون أجر.

كما يفرّق النظام بين المرة الأولى للترويج وبين التكرار، كما يراعي بعض الظروف المشددة أو المخففة.

يمكنك التعرف أيضا على: عقوبة الاعتداء بالسلاح الابيض

نص المادة 38 في عقوبة مروج المخدرات في السعودية

وفقًا لنظام مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية، تنص المادة 38 من النظام على ما يلي:

“يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن خمس سنوات ولا تزيد على خمسة عشر سنة، وبالجلد بما لا يزيد عن خمسين جلدة في كل مرة، وغرامة مالية لا تقل عن خمسين ألف ريال ولا تزيد على مائتي ألف ريال كل من ثبت قيامه بترويج المخدرات أو المؤثرات العقلية، أو تسليمها بأي وسيلة.”

ويتم تطبيق عقوبة مروج المخدرات في السعودية بحسب ما يقرره القاضي، بناءً على نوع المادة المخدرة، الكمية المضبوطة، طريقة الترويج، وهل سبق للمتهم أن تورط في نفس الجريمة.

وفي حال كان المتهم موظفًا حكوميًا أو يعمل في مهنة حساسة، فإن العقوبة قد تكون مغلظة نظرًا لمكانته ومسؤوليته.

حكم أول سابقة مخدرات

عند ارتكاب الشخص لأول مرة جريمة تتعلق بالمخدرات (سواء كانت تعاطيًا أو حيازة أو ترويجًا) فإن المحكمة تراعي أن هذه أول سابقة، وقد تأخذ في الاعتبار عوامل مخففة.

بالنسبة لـ عقوبة مروج المخدرات في السعودية في أول مرة، فإنها لا تقل غالبًا عن خمس سنوات، ولكن قد يحصل تخفيف في الحكم في بعض الحالات الخاصة إذا تبين أن المتهم لم يكن ينوي التوزيع التجاري، أو قام بالإبلاغ طواعية.

عوامل تخفيف حكم أول سابقة مخدرات

  • صغر السن.
  • عدم وجود سوابق جنائية.
  • حسن السيرة والسلوك.
  • تعاون المتهم مع الجهات الأمنية.

ومع ذلك، فإن الترويج يُعد أخطر من التعاطي أو الحيازة، وبالتالي فإن أول سابقة في الترويج قد تؤدي إلى حكم مشدد مقارنة بغيره.

مدة التحقيق في قضايا المخدرات في السعودية

تمتاز قضايا المخدرات في السعودية بالجدية العالية أثناء التحقيق، نظرًا لخطورة هذه الجرائم. ويتم التحقيق من قبل هيئة التحقيق والادعاء العام (النيابة العامة حاليًا)، بالتعاون مع الجهات الأمنية المختصة، مثل المديرية العامة لمكافحة المخدرات.

مراحل مدة التحقيق في قضايا المخدرات في السعودية

مدة التحقيق في قضايا المخدرات في السعودية تختلف حسب القضية، ولكنها في العادة تمر بالمراحل التالية:

  • القبض والتوقيف: يتم توقيف المتهم احترازيًا لمدة أولية لا تزيد عن 5 أيام.
  • التمديد: يمكن للنيابة تمديد التوقيف إلى 40 يومًا، ثم إلى 6 أشهر كحد أقصى بعد إذن المحكمة.
  • الإحالة للمحكمة: بعد انتهاء التحقيق، تُحال القضية إلى المحكمة الجزائية للنظر في إصدار الحكم.

وخلال مدة التحقيق، يتم جمع الأدلة، واستجواب المتهم، وتحليل المواد المضبوطة، والتأكد من سجل المتهم وسوابقه. وفي حالات الترويج، قد يُستخدم أسلوب “الكمين” من قبل الجهات المختصة لضبط المتورطين.

مدة سجن مروج المخدرات

تختلف مدة سجن مروج المخدرات في السعودية بناءً على عدة عوامل:

  • هل هي المرة الأولى أم لا؟
  • نوع المادة المخدرة وكميتها.
  • وجود نية البيع أو التوزيع.
  • إذا كانت الجريمة داخل المؤسسات التعليمية أو مع الأحداث.

وفقًا لنظام مكافحة المخدرات، فإن الحد الأدنى لعقوبة مروج المخدرات هو السجن خمس سنوات، وقد تصل إلى خمسة عشر عامًا مع الجلد والغرامة.

قد تتجاوز ذلك في حال وجود ظروف مشددة، مثل الترويج ضمن عصابة منظمة، أو استخدام العنف أو الأسلحة.

مدة سجن مروج المخدرات في الحالات القصوى

في الحالات القصوى، مثل التكرار للمرة الثالثة أو الترويج بكميات كبيرة جدًا، قد تصل العقوبة إلى الإعدام، خاصة إذا تم تهريب المخدرات من الخارج.

ويؤكد النظام على التشدد في ترويج المخدرات في الأماكن المقدسة أو المدارس أو المستشفيات، وتُعامل هذه الجرائم بصرامة بالغة.

قانون المخدرات الجديد

أدخلت السعودية تعديلات على نظام مكافحة المخدرات بما يتلاءم مع تطورات الجريمة وأساليب الترويج، وجاء قانون المخدرات الجديد بعدة تحديثات تهدف إلى:

  • تشديد العقوبات على الترويج الإلكتروني.
  • تشديد الرقابة على المواقع الإلكترونية التي قد تُستخدم في الترويج.
  • تجريم التحريض أو المساعدة أو التستر على المروجين.
  • منح القضاء صلاحيات أوسع في اتخاذ تدابير وقائية، مثل مصادرة الأموال والممتلكات المستخدمة في الجريمة.
  • إدخال برامج تأهيلية وعلاجية لمن ثبت أنهم يتعاطون المخدرات، دون القصد الإجرامي.

كما اهتم قانون المخدرات الجديد بتعزيز التعاون بين الجهات الأمنية، وتحديث أدوات التحري، واعتماد التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي لتحليل سلوك المروجين عبر الإنترنت.

وقد شددت اللوائح الجديدة على أن عقوبة مروج المخدرات في السعودية لا تسقط بالتقادم، كما أن من يثبت عليه الاشتراك أو التسهيل أو التحريض يُعامل كمروج، وتطبق عليه ذات العقوبات.

عقوبة مروج المخدرات في السعودية

يمكنك التعرف أيضا على: عقوبة الاغتصاب في السعودية

ختاما، تُعد عقوبة مروج المخدرات في السعودية من العقوبات الرادعة التي تعكس مدى خطورة هذا النوع من الجرائم على الفرد والمجتمع. المملكة لا تكتفي بسن القوانين بل تعمل على تطبيقها بصرامة، مع التركيز على التوعية المجتمعية والوقاية المبكرة، وتوفير فرص العلاج لمن وقعوا في فخ التعاطي.

ويظل القانون السعودي من أكثر القوانين حزمًا في مواجهة هذه الجريمة، حرصًا على حماية المجتمع من أضرار المخدرات، والحفاظ على أمنه وسلامته. ومن المهم على كل من يعيش في المملكة أن يكون على دراية كاملة بأن التورط في هذه القضايا، حتى وإن كان دون قصد، قد يؤدي إلى عواقب قانونية شديدة.

أسئلة شائعة

هل يتم فصل الموظف في السعودية إذا ثبت تعاطيه المخدرات؟

نعم، يُمكن أن يُفصل الموظف من عمله إذا ثبت تعاطيه للمخدرات، خصوصًا إذا كان يعمل في قطاع حساس كالتعليم، الأمن، الصحة، أو أي وظيفة ترتبط بسلامة الآخرين أو تتطلب مستوى عاليًا من الانضباط والثقة.

ويُعد تعاطي المخدرات إخلالًا بالآداب والسلوك المهني، وقد يؤدي إلى الفصل الفوري دون تعويض. كما أن الجهات الحكومية والشركات الخاصة تلتزم بإبلاغ الجهات الأمنية في حال اكتشاف تعاطٍ داخل بيئة العمل.

ما هي العوامل التي تؤثر على تحديد العقوبة؟

تؤثر عدة عوامل على تحديد عقوبة مروج المخدرات في السعودية، ومنها:

  • السوابق الجنائية: وجود سوابق يزيد من احتمال تغليظ العقوبة.
  • كمية المخدرات المضبوطة: الكميات الكبيرة توحي بنية الاتجار وتستوجب تشديد الحكم.
  • مكان الترويج أو التعاطي: الترويج في المدارس أو الأماكن المقدسة يُعامل بصرامة.
  • التعاون مع الجهات الأمنية: من يتعاون في كشف أطراف أخرى قد يحظى بتخفيف نسبي.
  • النية والظروف الشخصية: مثل صغر السن أو الوقوع تحت التهديد.

هل هناك فرق في العقوبة بين أنواع المخدرات المختلفة؟

نعم، تختلف العقوبات بحسب نوع المادة المخدرة، حيث تُعامل بعض المواد بشدة أكبر نظرًا لخطورتها العالية أو انتشارها الواسع. على سبيل المثال:

  • الهيروين والكوكايين: تُعتبر من أخطر المواد وتُقابل بأقصى درجات العقوبة.
  • الحشيش والقات: لا تزال محظورة، لكن قد تختلف الأحكام حسب الكمية وطريقة الحيازة أو الترويج.
  • المؤثرات العقلية (كالأمفيتامين): يُعامل حاملها كمروج إذا كان يوزعها، حتى لو كانت على شكل أدوية غير مرخصة.

ما هي الإجراءات التي يتخذها المتعاطي للعلاج؟

تشجع الدولة على العلاج الطوعي للمُتعاطين، خاصة قبل انكشافهم أمنيًا. وتشمل الإجراءات:

  • مراجعة مراكز العلاج المختصة، مثل “مستشفى الأمل”.
  • طلب العلاج بسرية تامة دون ملاحقة جنائية (وفق المادة 41 من النظام).
  • الخضوع لبرنامج تأهيلي نفسي وسلوكي بإشراف طبي.
  • دعم اجتماعي وإعادة دمج في المجتمع بعد إنهاء العلاج.

ويُعفى المتعاطي من العقوبة إذا تقدم للعلاج بنفسه قبل القبض عليه أو تقديم بلاغ ضده، وهو ما يشجع على التصرف المبكر لتفادي العقوبة.

 

نأمل أن يكون المقال المقدم من أفضل مدونة قانونية في السعودية قد وفر لك إجابات شافية لجميع الأسئلة والمواضيع التي كنت تبحث عنها، وفي حال كان لديك أي استفسار أو سؤال، لا تتردد في التواصل معنا.

المصادر:

نظام مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى