نظام الإفلاس

ما هي قوانين التسوية في النظام السعودي؟ تعرف على أهم الأحكام

ما هي قوانين التسوية في النظام السعودي؟ سؤال يطرح نفسه بقوة في ظل التغيرات التشريعية والتنظيمية التي تشهدها المملكة ضمن مسيرة التحديث القانوني المتسارع.

فقد أصبحت التسوية بمختلف صورها، سواء الودية أو القضائية، إحدى الأدوات الجوهرية لحل النزاعات بطريقة أكثر كفاءة وعدالة، وبما يحقق مصلحة جميع الأطراف، ويهدف المشرّع السعودي من خلال تنظيم التسويات إلى الحد من النزاعات المطولة أمام المحاكم، وتخفيف الأعباء عن النظام القضائي، وتعزيز بيئة الأعمال والاستثمار.

في هذا المقال سنتناول معنى التسوية في القانون السعودي، ثم نشرح بالتفصيل ما هي قوانين التسوية التي حددها المشرّع، مع استعراض أبرز القواعد والإجراءات الخاصة بالتسوية الودية في الخلافات العمالية. وسنستشهد بالنصوص النظامية ذات الصلة، ونوضح كيفية تطبيقها على أرض الواقع، لتقديم صورة شاملة تساعد الأفراد والشركات في فهم الإطار القانوني للتسوية بشكل واضح وعملي.

جدول المحتويات

معنى التسوية في القانون

يقصد بالتسوية في القانون الاتفاق الذي يتم بين طرفين أو أكثر لإنهاء نزاع قائم أو لتفادي نزاع محتمل، وذلك من خلال تقديم تنازلات متبادلة تضمن الوصول إلى حل وسط يرضي جميع الأطراف، فالتسوية ليست مجرد إجراء ودي، بل تعتبر عقدًا له قوة ملزمة بمجرد توقيعه وتوثيقه وفق الضوابط النظامية.

يمكنك التعرف أيضا على: ماذا يعني طلب إمهال في ناجز

التسوية في النظام السعودي

المشرّع السعودي أولى التسويات اهتمامًا خاصًا في أنظمة متعددة مثل:

  • نظام العمل: الذي ألزم بمرحلة التسوية الودية قبل اللجوء إلى المحاكم (المادة 220).
  • نظام الإفلاس: الذي نص على إجراءات التسوية الوقائية كوسيلة لتفادي التصفية النهائية (المادة 5 وما بعدها).
  • نظام المرافعات الشرعية: الذي أجاز للقاضي اقتراح التسوية بين الخصوم قبل السير في الدعوى.

هذه النصوص توضح أن المشرّع يعتبر التسوية خطوة أساسية، سواء في القضايا العمالية أو التجارية أو المدنية، لما لها من أثر في توفير الوقت والجهد وحفظ الحقوق.

العلاقة بين التعريف وما هي قوانين التسوية

لفهم ما هي قوانين التسوية في المملكة، لا بد من استيعاب المعنى الجوهري للتسوية أولاً، فالقوانين لم تأتِ من فراغ، بل بُنيت على مفهوم التسوية كأداة لتحقيق العدالة الناجزة. وعليه، فإن أي نظام أو لائحة تتحدث عن التسوية تستند إلى هذا التعريف وتترجمه إلى إجراءات عملية ملزمة.

ما هي قوانين التسوية

ما هي قوانين التسوية في النظام السعودي؟

عند طرح سؤال: ما هي قوانين التسوية في النظام السعودي، نجد أن المشرّع قد وزع الأحكام على عدة أنظمة رئيسية، كلٌ بحسب طبيعة النزاع، ومن أبرزها:

  • نظام العمل ولائحته التنفيذية: الذي نص في المادة (220) على إلزامية المرور بمرحلة التسوية الودية قبل رفع الدعوى العمالية.
  • نظام الإفلاس: الذي نظم التسوية الوقائية وإعادة التنظيم المالي كبدائل قانونية تمنح المدين فرصة لحماية نشاطه التجاري.
  • نظام المرافعات الشرعية: الذي أجاز للمحكمة عرض التسوية بين الخصوم في أي مرحلة من مراحل الدعوى.

هذه النصوص تمثل الركائز التي تقوم عليها قوانين التسوية في السعودية.

الأهداف التي تسعى قوانين التسوية لتحقيقها

تجيب النصوص النظامية على سؤال “ما هي قوانين التسوية” ليس فقط من خلال ذكر الإجراءات، بل أيضًا بتوضيح غاياتها، وهي كالتالي:

  • تخفيف الضغط على المحاكم: عبر إنهاء النزاعات بالصلح دون الحاجة لإجراءات قضائية مطولة.
  • حماية بيئة الأعمال: حيث تمنح الشركات والأفراد فرصة لإعادة التفاوض والوصول إلى حلول عملية.
  • حفظ العلاقات القانونية: سواء كانت عمالية أو تجارية أو مدنية، إذ أن التسوية غالبًا تضمن استمرار العلاقة بروح أكثر وديّة.

الطابع الإلزامي في بعض القوانين

من أهم مميزات ما هي قوانين التسوية أن بعضها إلزامي وليس اختياريًا، مثال ذلك:

  • في النزاعات العمالية، لا تُقبل الدعوى أمام المحكمة إلا بعد محاولة التسوية الودية (مادة 223 من نظام العمل).
  • في حالات الإفلاس، التسوية الوقائية تعد خيارًا جوهريًا يسبق التصفية النهائية.

هذا الطابع يعكس حرص المشرّع على أن تكون التسوية هي خط الدفاع الأول قبل الوصول للقضاء.

أمثلة عملية من الواقع السعودي

  • نزاع عمالي: موظف يطالب برواتبه المتأخرة، يتم رفع طلب عبر منصة “قوى”، ويُعرض النزاع على مكتب التسوية الودية خلال 21 يومًا.
  • إفلاس شركة: شركة متعثرة تلجأ للتسوية الوقائية وفق نظام الإفلاس لتفادي التصفية، وبذلك تحافظ على أصولها وتعيد جدولة ديونها.

هذه الأمثلة تبيّن أن ما هي قوانين التسوية ليست مجرد نصوص نظرية، بل آليات عملية تمارس بشكل يومي في المحاكم والمكاتب المختصة.

ما هي قواعد وإجراءات التسوية الودية في الخلافات العمالية؟

للإجابة على سؤال ما هي قوانين التسوية في الخلافات العمالية، يجب أن نبدأ من النصوص النظامية، فقد نصت المادة (220) من نظام العمل السعودي على أن التسوية الودية مرحلة إلزامية قبل رفع الدعوى أمام المحكمة العمالية.، كما أوضحت المادة (223) أن محضر التسوية المعتمد يُعد سندًا تنفيذيًا لا يقبل الطعن.

آلية تقديم الشكوى

  • يتم رفع طلب التسوية إلكترونيًا عبر منصة قوى التابعة لوزارة الموارد البشرية.
  • يجب أن يتضمن الطلب بيانات العامل وصاحب العمل وموضوع النزاع.
  • يقوم المكتب المختص بتحديد موعد الجلسة خلال مدة لا تتجاوز 7 أيام من تاريخ تقديم الطلب.

إجراءات عقد الجلسات

  • يحضر كل من العامل وصاحب العمل أمام المصلح القانوني.
  • يحق لكل طرف تقديم مستندات أو مذكرات كتابية تدعم موقفه.
  • يتم توثيق جميع ما يجري في محضر رسمي يوقع عليه الأطراف.

المدة النظامية للتسوية

بحسب المادة (40) من اللائحة التنفيذية لنظام العمل:

  • مدة محاولات الصلح لا تتجاوز 21 يومًا من تاريخ أول جلسة.
  • يجوز تمديد المدة لمرة واحدة فقط بقرار من مدير المكتب المختص.

النتائج المترتبة على التسوية

  • في حال نجاحها: يُعتمد محضر التسوية ويُعد سندًا تنفيذيًا واجب النفاذ.
  • في حال فشلها: تُحال القضية إلى المحكمة العمالية مرفقة بمحضر يوضح الإجراءات التي تمت.

أهمية هذه القواعد في الواقع العملي

من خلال هذه الآليات، تتضح أهمية معرفة ما هي قوانين التسوية في النزاعات العمالية، إذ أنها:

  • تضمن حقوق العامل في الحصول على مستحقاته بسرعة.
  • تخفف عن صاحب العمل أعباء المحاكم والإجراءات الطويلة.
  • تدعم استقرار سوق العمل من خلال حلول ودية تحفظ العلاقة التعاقدية.

نصائح للاستفادة من قوانين التسوية في النظام السعودي

معرفة ما هي قوانين التسوية لا يكفي وحده، بل يجب على الأفراد والشركات اتباع خطوات عملية لضمان الاستفادة الكاملة من هذه الإجراءات:

1.    الاحتفاظ بالمستندات

تأكد من وجود نسخ من العقود، كشوف الرواتب، وأي مراسلات رسمية، فهي تُعد أدلة مهمة أثناء جلسات التسوية.

2.    الالتزام بالمواعيد

حضور جلسات التسوية في الوقت المحدد يختصر المدة ويجنب إحالة النزاع مباشرة إلى المحكمة العمالية.

3.    طلب الاستشارة القانونية

حتى لو لم يكن المحامي إلزاميًا، إلا أن استشارة محامٍ متخصص تمنحك تصورًا أفضل لحقوقك والتزاماتك.

4.    التركيز على الحل الودي

الدخول بروح إيجابية ورغبة في الحل يقلل من احتمالية التصعيد ويزيد من فرص نجاح التسوية.

5.    استخدام المنصات الرسمية

يجب تقديم الشكاوى عبر المنصات المعتمدة مثل منصة “قوى”، لضمان قبول الطلب والتعامل معه بشكل نظامي.

يمكنك التعرف أيضا على: كم مدة الإمهال في التنفيذ

ما هي قوانين التسوية

ختاما، يمكن القول إن فهم ما هي قوانين التسوية في النظام السعودي يمثل خطوة أساسية لكل عامل أو صاحب عمل أو شركة تسعى لحل نزاعاتها بطرق مرنة وسريعة.

هذه القوانين لم تُشرّع عبثًا، بل تهدف إلى دعم بيئة العمل، تخفيف العبء على المحاكم، وتحقيق العدالة بشكل ودي يحافظ على حقوق جميع الأطراف.

ومن خلال الالتزام بالإجراءات القانونية الصحيحة، يمكن للطرفين الوصول إلى حلول مرضية تضمن استمرارية العلاقات التعاقدية وتحقيق الاستقرار في سوق العمل.

أسئلة شائعة

هل يمكن تطبيق قوانين التسوية في المنازعات التجارية أيضًا؟

نعم، لا تقتصر ما هي قوانين التسوية على القضايا العمالية فقط، بل يمكن الاستفادة منها في بعض المنازعات التجارية وفق نظام المحاكم التجارية.

هل يُلزم العامل وصاحب العمل بالاتفاق على الصلح في التسوية الودية؟

لا، الاتفاق اختياري، لكن حضور الجلسات إلزامي. وإذا لم يتم الاتفاق، تُحال القضية مباشرة إلى المحكمة العمالية.

ما هي عقوبة عدم حضور أحد الأطراف لجلسات التسوية؟

في حال تخلف أحد الأطراف عن الحضور دون عذر مقبول، يتم تحرير محضر رسمي بذلك، ويُحال النزاع مباشرة إلى المحكمة المختصة.

هل يُعتبر محضر التسوية الودية سندًا تنفيذياً؟

نعم، نصّت المادة (223) من نظام العمل على أن أي اتفاق صلح يتم توثيقه في محضر رسمي يُعد سندًا تنفيذياً واجب النفاذ لا يقبل الطعن.

 

نأمل أن يكون المقال المقدم من أفضل مدونة قانونية في السعودية قد وفر لك إجابات شافية لجميع الأسئلة والمواضيع التي كنت تبحث عنها، وفي حال كان لديك أي استفسار أو سؤال، لا تتردد في التواصل معنا.

المصادر

نظام الإفلاس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى